مقارنة مدهشة لحاسة الشم بين الإنسان والحيوان

مقارنة مدهشة لحاسة الشم بين الإنسان والحيوان

أفاد باحثون بأنه لا مبرر لشعور البشر بمركب نقص تجاه حاسة الشم لديهم، واعتبار أنها أضعف من نظيرتها لدى الحيوانات المختلفة.

[ads336]يقول المعد الرئيسي للدراسة جون ماكجان، اختصاصي العلوم العصبية بجامعة نيوبرنزويك الأمريكية: “لقد انتشرت الخرافة القائلة بأن البشر يمتلكون حاسة شم أضعف من غيرهم من المخلوقات على امتداد قرن ونصف من الزمان دون أن يدعمها أي دليل علمي.”

قام ماكجان بدراسة حاسة الشم طيلة 14 عاماً، وخصص وقتاً طويلاً من العام الفائت لمراجعة الأبحاث المجراة حول هذا الموضوع. لم يعثر ماكجان على أية أدلة تشير إلى أن حاسة الشم لدى البشر أقل من نظيراتها لدى الحيوانات بسبب حجم البصلة الشمية olfactory bulb في الدماغ، وهي الجزء المسؤول عن إرسال إشارات عصبية إلى أجزاء أخرى من الدماغ للمساعدة على تحديد الروائح المختلفة.

وفي الحقيقة، فإن البصلة الشمية لدى الإنسان ذات حجم كبير وتحتوي على عدد مماثل من الخلايا العصبية، شأنها في ذلك شأن البصلات الشمية لدى الحيوانات الأخرى.

يقول ماكجان: “لقد انتشر هذا الاعتقاد الخاطئ بين الناس لعقود طويلة، دون أن يتساءل أحد عن مدى صحته أو يتحقق منه، حتى وإن كانوا من الباحثين في مجال حاسة الشم. والحقيقة هي أن حاسة الشم لدى البشر قوية تماماً كما هو الحال لدى غيرهم من الثدييات، مثل القوارض والكلاب.”

وبحسب ماكجان، فإن البشر قادرون على تمييز ترليون رائحة مختلفة! وهو رقم يفوق بأضعاف مضاعفة ما نصت عليه بعض المراجع غير الدقيقة، والتي تقول بأن البشر غير قادرين على تمييز أكثر من 10 آلاف رائحة.

وفي عرض دراسته، كتب ماكجان: “يمكن للبشر استنشاق وتمييز مدى واسع من الروائح، حتى إنهم يتفوقون على القوارض والكلاب في استنشاق بعض الروائح وتعقبها، كما إن بعض التصرفات السلوكية للبشر تتأثر إلى حد بعيد بالروائح المستنشقة.”

ويُعقب ماكجان بالقول: “تتفوق الكلاب على البشر بتمييز روائح البول، في حين أن البشر يتفوقون على الكلاب في تمييز روائح المشروبات، رغم عدم وجود دراسات كافية لدعم تلك النتائج بشكل حاسم.”

ويشير ماكجان إلى أن الروائح تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل السلوكيات والعواطف، بما في ذلك كيفية تفاعل الناس مع بعضهم البعض، واختيار الأصدقاء، واختيار المأكولات. كما يمكن للروائح أن تلعب دوراً في تحفيز الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة PTSD.

وعلى الرغم من أن القدرة على الشم تتراجع مع التقدم في العمر، إلا أنه ينبغي على الأطباء عدم إهمال ذلك العَرَض، وأخذه على محمل الجد. يقول ماكجان: “تقترح بعض الدراسات بأن ضعف حاسة الشم هو مؤشر باكر على الإصابة بمشاكل في الذاكرة وأمراض عصبية مثل داء ألزهايمر وداء باركنسون.”

ويختم ماكجان بالقول: “آمل أن يولي الأطباء والباحثون حول العالم المزيد من الاهتمام بحاسة الشم وخطورة ضعفها أو فقدانها.”

جرى نشر نتائج الدراسة في الثاني عشر من شهر مايو الحالي في مجلة العلوم Science.

[ads337]

المصدر : هيلث داي نيوز، روبيرت بريدت

اترك رد