كيف تتعاملين مع الزوج الذي يفشى الأسرار؟

كيف تتعاملين مع الزوج الذي يفشى الأسرار؟

الزواج هو تلك العلاقة المقدسة التي تجمع بين الرجل والمرأة بميثاق غليظ ينشد فيها كلا الطرفين المودة والسكن، ودعامتها الأساسية الحفاظ على خصوصيتها وعدم تفشي أسرارها، لذلك لابد من الحذر من تدخل أحد فيها مهما كانت درجة قرابته حتى لا تفسد وتبوء بالفشل وتتصدع أركانها.

قال صلى الله عليه وسلم: “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها”.

ومما لا شك فيه أن الزوجة تشعر بالألم وعدم الستر عندما لا يجد زوجها أية غضاضة في إفشاء أسرار وتفاصيل بيتهما لأهله أو لأقاربه، فإذا بحياتهما مشاع للتدخل ومناقشة الخصوصيات، وتنطع الناصحين.

 

وحتى تتعاملين مع تلك المشكلة عليك أن تدركي أن من أسبابها:

ـ نشأة الزوج بطريقة فيها نوع من الدلال، وعدم تحمل المسؤولية وحاجته الدائمة لمن يساعده في اتخاذ القرارات.

ـ ضعف شخصية الزوج، وارتباطه الزائد بأسرته، أو أصدقائه، واعتياده على مشاركتهم في كل شيء، فيكون من الصعب عليه تغيير ذلك الأسلوب بعد تأسيس أسرته الجديدة.

ـ قد يكون لديه الرغبة في التفاخر على أحد، ويحب الثرثرة حول تفاصيل أحوالكم المادية، وطريقة معيشتكم، وما تنفقونه على نزهاتكم وأسفاركم ومصروفات مدارس الأبناء وغير ذلك.

ـ الاختلاف في نشأة الزوج عن نشأة الزوجة، وفيما اعتاد كل طرف على اعتباره سرا في نطاق أسرته، أو يراه أمرا عاديا، ومعلومة لا ضير من قولها.

ـ عندما يفتقد الزوج الأمان مع زوجته، أو تتعامل معه بنوع من التسلط وقوة الشخصية، وكثرة انتقاده فلا يجد منها أنسا في الحوار والمصالحة، فيهرب إلى بيت أهله، أو إلى الأصدقاء بالأسرار.

 

وتلك بعض النصائح لمواجهة المشكلة:

نظرا لأن بعض الصفات والطبائع قد تستغرق وقتا للتحسن إلى الأفضل، وبما أن الزوج لا يتورع عن نقل الكلام وسرد ما يدور بينكما، فكوني إيجابية في استثمار هذا الطبع بشكل يزيد من حسناتك عند الله، فاحرصي ألا تتكلمي عن أهله إلا بالخير، وما أجمل أن يكون ذلك منك بطيب نفس وسعة صدر واعلمي أن ذلك سيكون خطوة إيجابية في تهذيب تلك الصفة.

انتهزي لحظات المودة والصفاء بينكما، وبحوار هاديء ومناقشة موضوعية تكلمي معه أن إفشاء أسراركما سواء منك أومنه أمر لاينبغي، ولا يرضى الله عنه، وبيني له أنه من المؤكد سيغضب إن علم أنك تفشين أسراركما لأهلك وصديقاتك.

وضحي له خطورة إفشاء الأسرار على أطفالكم، وما قد يلحق بهم من القلق ومخاوف، وعدم توازن العلاقات الاجتماعية حولهم.

كوني قدوة له، فلا تحكي لأهلك وصديقاتك تفاصيل حياتك، وحتى أقرب الناس لكِ استمتعي بخصوصيتك، وشاركي الآخرين بقدر، وأخبريه دوما أنك تفعلين هذا، وأنك تعرضتِ لضغط كي تحكي ولكنك استمتعت بالصمت وعدم إدخال الآخرين في حياتك.

وأصعب الأوقات للقيام بهذا أثناء المشكلات، فإذا استطعتِ فعلا أن تصوني أسرار مشاكلك عن الجميع، وسعيت للإصلاح مستعينة بالله، وأكدت له بعد انتهاء الخلاف أنك لم تبوحي ولو بكلمة، فسيكون من المخجل جدا له أن يقوم هو بالعكس، ويسارع لإقحام أهله مثلا في مشاكلكما، أسسي لبيت مصون، وكوني نموذجا في ذلك، وقد أصبح متاحا الآن استشارة خبراء عبر الإنترنت بدون إفصاح عن هويتك.

أما إذا كانت الزوجة تحكي لوالدتها مثلا أدق التفاصيل، وتسارع إلى الهاتف لتخبرها بكل مشكلة، وتقحم صديقاتها في أسرار زوجها وبيتها، فمن العسير مطالبة الزوج بأن يكون محافظا على أسرار البيت.

لا تتشددي، فليست كل الأمور خصوصيات، وإذا كان زوجك محبا للكلام ومرتبطا بأهله، فيجب أن يكون ثمة مساحة يشاركهم إياها، كوني واضحة فيما لا تحبين أن يعرفه أحد، لتكن مجموعة من الأشياء الهامة متعلقة بكِ كراتبك وطريقة تنظيمك للبيت مثلا، وفي الوقت نفسه شاركي أنت أهله بحب في بعض المواقف الطريفة التي تحدث لكما، أو للأطفال، حتى لا يشعر بأنك تبنين سورا عاليا بينكما وبين أهله.. أنتِ فقط تضعين حدودا للمقبول وغير المقبول.

ليكن واضحا تماما حُرمة إفشاء أسرار العلاقة الخاصة بينكما، وليكن هذا الأمر بلا تهاون.

كوني مستمعة جيدة، متفاعلة ومهتمة وذكية في الحوار، لتكوني أنتِ المصدر الأول والأهم لكلامه وأسراره، لا تقلقي الأمر لا يأتي مرة واحدة، تحتاجين للتدرج والتعود والحب وفنون الاستماع لتصبحي كذلك، في بداية زواجك كوني متفهمة لأن الانتقال إلى الشعور بخصوصية بيتكما يحتاج وقتا.

لا تكثري من نقد كلام وتصرفات زوجك خاصة عندما لايعجبك موقفه إزاء أمر ما قد يكون نتيجة لاختلاف الأذواق بينك وبينه هنالك لا داعي للتجريح والمعاتبة ، واعلمي أن كثرة تركيزك على الموضوع ومتابعتك له ربما يجعل الزوج أكثر عنادا، ولكن حاولي أن تبيني رأيك أو التغاضي عما حدث، أما إذا كان الموقف في العموم خاطيء ومُنكر فحاولي إصلاحه بطريقة لبقة.

بدلا من أن تلاحقي زوجك بالأسئلة التحقيقية التي تشعره بإنه أمام وكيل نيابة، حاولي أن تكون عباراتك له تحفيزية وتشعره بتقديرك وثقتك فيه.

10ـ إذا وجدتِ صعوبة في إبعاد زوجك عن هذا السلوك، فمن الأفضل أن تضعي بعض الحدود للتعامل مع أهله حتى تغلقي باب التدخل في أمورك الخاصة، والبعد عن النصائح الغير مرغوب فيها، ولا مانع من إخفاء أسرارك الشخصية عنه، إذا كنت واثقة بأنه سيفشيها، وداومي على الدعاء لنفسك وله.

اترك رد