هل يمكن أن تكون هناك صداقة بين الزوجين؟

هل يمكن أن تكون هناك صداقة بين الزوجين؟

الزواج ذلك الميثاق الغليظ الذي يجمع بين الزوجين، يتعرض بلا شك لأزمات وصعاب، وقد تمر على الزوجين أوقات يشعرون فيها بالتباعد القلبي والملل، ما قد يتسبب أحيانا في الهروب من المسؤوليات، والبحث عن شيء يجدد الحياة، قد يكون صوابا أحيانا، وكثيرا ما يكون بشكل خاطئ.

وتقل هذه الأزمات، وتعبر فترات الفتور بأقل قدر من الخسائر والتعب إذا كانت العلاقة بين الزوجين ليست حقوقا متبادلة فقط، وإنما صداقة، فالصداقة تلعب دورا هاما في تسيير الأمور طبيعية من تلقاء نفسها.

كن لها صديقا تكن لك صديقة:

ـ أيها الزوج المسلم.. لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة؛ فقد كان نعم الصديق لزوجاته يعطف عليهن، ويتحملهن، ويوفر لهن الدعم المطلوب. كان رغم مشاغله ومسؤولياته العظيمة يتفقد أحوالهن، ويلتمس العذر لهن، ويشاورهن ويشركهن في القرار، ويخرج معهن ويتودد لهن. وعندما سُئل عن أحب الناس إليه قال: “عائشة”. فقد كانت هي الزوجة الصديقة، بينهما الملاطفة، واللعب، والتسابق، يتحاور معها ويستمع لحديثها، ويوليها الاهتمام، ويناديها بأحب الأسماء لها.

ـ أيها الزوج الفاضل.. إذا أردت أن يظل زواجك في سعادة تتلوها سعادة، وأن تكسب زوجتك، فاعلم أنه لا خير في رجولة لا تراعي طبيعة المرأة، فلا تحملها ما لا طاقة لها به، واحرص على احترامها كما تحترم أصدقائك، وإياك وتحقيرها، والانتقاص من قدرها.

تفقد رغباتها، ولا تنسى اللفتات الرقيقة كتقديم هدية بسيطة، والتبسم في وجهها، ومشاركتها في بعض شؤونها، وتقديم العون لها لتبر والديها وتصل رحمها، وسر على درب من كان خير الناس لأهله صلى الله عليه وسلم.

 

أيتها الزوجة المسلمة الواعية

كوني لزوجك الصديقة الحكيمة التي يشعر في جوارها بالحنان والأمان؛ فهي حافظة أسراره وراعية احتياجاته، وهو مركز اهتمامها تمده بالعون والمشورة والنصيحة الجميلة كلما طلبها.

ـ كوني الصديقة المحفزة المتفائلة يستمد منك النشاط والحماس ومواصلة النجاح، الداعمة الحقيقية له دوما، تسارع في مدحه ومده بالثقة، لاتنسى عبارات المدح والامتنان مع كل صغيرة ينجح في فعلها، تنسيه همومه وقلقه تدخل السرور على قلبه، متجنبه للنكد بقدر المستطاع، متفننة في تقديم اللفتات اللطيفة، والمفاجآت التي تحفظ للعلاقة دوام المتعة والحيوية على مر السنين.

ـ الصديقة المفيدة التي تحرص على التقارب ومشاركة الاهتمامات، المتفهمة لوجهة نظره، وأفكاره، التي تجيد الحوار الهاديء المثمر، ولا تنسى تذكيره بمواعيد لقاءاته الهامة، وما عليه من التزامات تجاه أقاربه.

ـ الصديقة المتسامحة؛ فلاتخلو الصداقة من الفضفضة بين الأصدقاء، فتذكري حين يتخذك زوجك صديقة يلجأ للحديث معها، أن يكون على ثقة بقدرتك على المسامحة على الهفوات الصغيرة، وتفهم المواقف العابرة، وإياك من إصدار الأحكام القاسية، أو اللجوء لردود الأفعال غير المحسوبة.

ـ الصديقة المتفهمة التي تقدر خصوصيات شريكها، والتي تعي أن ارتباطها بزوجها لا يعني مصادرة حريته، والتدخل في كل صغيرة وكبيرة، أو أن يصبح عرضة للمحاكمة، والوقوع تحت طائلة الاستجوابات، وتفتيش جهازالحاسب الآلي الخاص به، ومراقبة هاتفه ومكالماته، بل لابد من وجود هامش حرية يسمح له بزيارت خاصة لوالديه، وبعض التنزهات مع أصدقائه، والعيش في جو من الثقة والراحة.

ـ الصديقة المحبة التي تشيع الحب في كل الأحوال، والمتغيرات من مرض وصحة وغنى وفقر وحزن وفرح، وتجعل من الحب قيمة لا تمس، وتعبر عن حبها بكل صدق في قولها وفعلها، متقبلة للإيجابيات متغاضية عن السلبيات، تدرك أن صداقتها لزوجها تقارب قلبيهما ليغمرهما المودة والرحمة.

اترك رد