طريقة التعامل مع مرض “الباركنسون”

طريقة التعامل مع مرض “الباركنسون”

مرض “الباركنسون” وهو مرض الرعاش ،ويظهر بصورة تدريجية ويبدأ غالبا برجفة تكاد تكون غير محسوسة وغير مرئية بإحدى اليدين ، أو تيبس بالعضلات ،وتزداد أعراضه سوءا كلما تقدم المرض ، ويصيب شخصاً واحداً من بين ألف شخص ، وهو ليس وراثيا ؛غير أنك من الممكن أن تشاهد المصابين به في محيط عائلتك الكبيرة.

ويسمى علميا بـ”الشلل الرعاشي” وعالميا بـ”الباركنسون” نسبة إلى العالم البريطاني “باركنسون” الذي اكتشفه عام 1917م، ومن أعراضه الرجفة “الرعشة” التي تصاحبه،وتبدأ غالبا في إحدى اليدين ، وهي تظهر على شكل فرك إصبع الإبهام بإصبع السبابة بحركة دحرجة الحبة وهذا هو العرض الأكثر انتشارا وقد يحد داء باركنسون، مع الوقت، من قدرة المريض على تنفيذ الحركات والأعمال الإرادية .

كما أن من أعراضه الصمل العضلي “تيبس العضلات”، يظهر الصمل العضلي،غالبا، في الأطراف وفي منطقة القفا “مؤخرة الرقبة”، وقد يكون الصمل أحيانا شديدا جدا إلى حد أنه يقيد مجال الحركة ويكون مصحوبا بالآم شديدة ، وأيضاً القامة غير المنتصبة وانعدام التوازن ، وفقد الحركة اللاإرادية في طرف العين، والابتسام وتحريك اليدين عند المشي بوتيرة أقل بل إنها تختفي على الإطلاق في بعض الأحيان.

ومن الأعراض أيضاً تغيرات في الكلام ،قد يصبح كلام مريض الباركنسون أكثر ليونه “أحادي الغينة” أو قد يكرر كلمات قالها من قبل أو قد يصبح مترددا عندما يريد الكلام ، وكذلك الخرف في مراحل المرض المتقدمة.

ومن أسباب وعوامل خطر مرض باركنسون نقص في ناقل كيميائي في الدماغ يسمى “دوبامين” هذا الأمر يحصل عندما تموت أو تضمر خلايا معينة في الدماغ هي المسؤولة عن إنتاج الدوبامين .

عوامل الخطر بداء الباركنسون

السن: يظهر داء الباركنسون، عامة في منتصف العمر وفي سن فأكثر تزداد أيضا درجة خطر الإصابة بالباركنسون.

الوراثة: إذا كان في العائلة قريب أو أكثر مصابا بداء الباركنسون فإن خطر الإصابة بداء الباركنسون يزداد على الرغم من هذا الاحتمال لا يزيد عن الـ ١٥٪‏ .

الجنس: الرجال أكثر عرضة بشكل بسيط للإصابة بالمرض من النساء.

ويكون داء الباركنسون، غالبا مصحوبا بمشاكل إضافية من بينها : 1-الاكتئاب 2- الامساك 3-اضطربات النوم 4- مشاكل في المضغ أو البلع 5- مشاكل في التبول 6-مشاكل في الأداء الجنسي.

حقائق مرض باركنسون

فيما يلي مجموعة من الحقائق العلمية حول المفاهيم السائدة بين الناس حول مرض باركنسون ومعالجته، نقدمها من أجل التمييز بين الواقع والخيال وتحسين مستوى العناية وجودة الحياة للمريض، وهي:

العديد من الأعراض الشائعة التي يعاني منها المريض لا علاقة لها بالحركة وتظل «غير مرئية» وقد تؤثر على الحياة اليومية أكثر من صعوبات الحركة الأكثر وضوحا، وتشمل: ضعف حاسة الشم، اضطرابات النوم، أعراض معرفية، الإمساك، أعراض المثانة، التعرق، الضعف الجنسي، التعب، الألم (خاصة في الأطراف)، الوخز، الدوار، والقلق والاكتئاب. إن من الأخبار السارة هنا أن معظم هذه الأعراض غير الحركية قابلة للعلاج بشكل كبير.

أعراض باركنسون متقلبة، وليست كلها مرئية. لهذا السبب، قد لا تعكس الطريقة التي يظهر بها المريض في لحظة ما حقيقة ما يشعر به بقية الأوقات. أيضا، قد لا يشعر بحالة جيدة بسبب الأعراض غير الحركية. والنصيحة أن يحتفظ المريض بمذكرة يومية للأعراض، فإذا كانت أعراضه تتقلب خلال النهار، فعندئذ يجب عليه تتبع نمط «الأوقات» التي تعمل خلالها الأدوية بشكل فعال، والأوقات التي تتوقف فيها عن العمل، وهذا يمكِّن الطبيب من تحسين التحكم في الأدوية.

لا ينبغي أبدا أن يعزو المريض أي عرض يشعر به لمرض باركنسون. على سبيل المثال، لا تعتبر الحمى من أعراض المرض، وعادة ما تشير إلى وجود عدوى. الصداع، وفقدان الرؤية، والدوار، وفقدان الإحساس، وفقدان قوة العضلات وألم الصدر ليست من أعراض المرض. فيجب على الأطباء استبعاد الأسباب الأخرى لهذه الأعراض، فالأعراض المفاجئة مثل ألم الصدر، وضيق التنفس، والضعف، وصعوبة الكلام، أو الدوار – تتطلب عناية طبية فورية لاستبعاد حالة طارئة.

إذا تعرض المريض لتفاقم أعراض المرض فجأة خلال أيام أو أسابيع، فمن الضروري البحث عن سبب آخر كامن. يمكن لتغيرات الأدوية، أو العدوى، أو الجفاف، أو الحرمان من النوم، أو الجراحة الحديثة، أو الإجهاد، أو غيرها من المشاكل الطبية أن تزيد من تفاقم الأعراض. ومثلا فإن التهابات المسالك البولية (حتى بدون أعراض المثانة) هي سبب شائع بشكل خاص. كما أن بعض الأدوية يمكن أن تتسبب في تفاقم الأعراض، وتشمل هذه الأدوية مضادات الذهان، وحامض الفالبرويك الليثيوم، وأدوية الغثيان. وعلى المريض أن يتحدث مع طبيب الأعصاب قبل البدء بأحد هذه الأدوية، لمعرفة ما إذا كان هناك بديل أفضل.

إن عقار ليفودوبا Levodopa لا يتوقف عن العمل بعد خمس سنوات، كما يعتقد بعض المرضى ويشاركهم في ذلك بعض الأطباء، نعم هو لا يعالج جميع الأعراض ولكنه يستخدم منذ عقود في تعطيل الأعراض الحركية بفاعلية كبيرة، كما ثبت أنه يعمل على تحسين نوعية الحياة.

عقار ليفودوبا Levodopa يكون أكثر فعالية عندما يؤخذ في وقته المحدد بانتظام، فنسيان جرعة منه قد يتسبب في تعطيل عمل الجرعة التالية بالفعالية المطلوبة لبقية اليوم.

ألوان أقراص carbidopa – levodopa تكون ثابتة نسبيا بين العلامات التجارية، فمثلا الجرعة الأكثر شيوعاً من carbidopa – levodopa هي 25-100 مليغرام تكون دائما صفراء اللون بغض النظر عن العلامة التجارية. فإذا تغير لون الأقراص بدون سبب واضح، وجب التحقق من أنك لا تزال تتلقى الجرعة الصحيحة.

تشخيص وعلاج المرض

لا توجد فحوصات للتشخيص المبكر لداء الباركنسون لذا قد يكون من الصعب تحديد التشخيص الأولي، وخاصة في المراحل المبكرة من منه ،وعلاجه يمكن للعلاج الدوائي أن يساعد في التغلب على مشاكل المشي ،وفي السيطرة على الرجفة وذلك بواسطة رفع مستوى الباركنسون وهي “ليفودوبا” ، وأيضاً العلاج الطبيعي /الفيزيائي ، وكذلك العملية الجراحية بالتحفيز العملاق داخل الدماغ ،وهي العملية الجراحية الأكثر انتشارآ لمعالجة هذا الداء ،وتشمل العملية الجراحية زراعة موصل كهربائي “مسرى” في عمق الناطق الدماغي المسؤول عن حركات الجسم.

اترك رد