كيفية المداومة على الصلاة

كيفية المداومة على الصلاة

الصلاة أساس الدين، وركنه المتين، وهي من أولى ما اعتنى به الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله، كيف لا وقد قامت أسس الإسلام وركائزه عليها من خلال ما فيها من أخلاقٍ وفضائلٍ وآدابٍ، وقد حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على المداومة على الصلاة وعدم التقصير فيها، ونبّه من ذلك حتى في مرض موته وفي ساعات احتضاره، فقد ثبت أنّه في مرض موته كان يدخل في غيبوبةٍ ثمّ يُفيق منها، فلما كان يفيق كان يقول: (الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانُكم حتى جعل يُجلجِلُها في صدرهِ وما يَفيضُ بها لسانُه)، وذلك يدلّ على ما يعتري الصلاة من مكانةٍ في الدين الإسلامي، وأنّها عماد الدين الذي لا يقوم إلّا به، وإن ممّا يرد على بال الكثير من المسلمين في هذه الأيام كيفية المداومة على الصلاة وعدم تركها أو التقصير فيها.

كيفية المداومة على الصلاة

إنّ المداومة على الصلاة من الأمور اليسيرة لمن يسَّرها الله عليه، فذلك لا يحتاج إلى مجهودٍ كبيرٍ، ولا إلى بذل وقتٍ أو جهدٍ أو تعبٍ، إنّما هي بحاجةٍ إلى عزمٍ وتصميمٍ وإدراكٍ لأهمية الصلاة وحقيقتها، ومكانتها التي أرشد إليها الإسلام في العديد من المواطن، وفيما يأتي بيان أهمّ الأسباب المُعينة على المداومة على الصلاة:

  • أداء الصلوات جماعةً: فيُمكن للمسلم أن يواظب على أداء الصلاة في المسجد جماعةً، فذلك من أبرز الأمور التي تُعين على أداء الصلاة والمواظبة عليها، حيث يشجّع على الالتزام بالصلاة وأداء الطاعات.
  • الرفقة الصالحة: إنّ الاستعانة بالرفقة الصالحة يؤدّي إلى وصول المسلم إلى المواظبة على الصلاة والمداومة عليها، فالصالحون من الخلق يحثّون أصحابهم على أداء الصلوات في أوقاتها، وينهونهم عن التكاسل فيها، أو التقصير في أدائها في أوقاتها.
  • البعد عن رفقاء السوء: حيث إنّ رفقاء السوء يُلهون المسلم عن أداء الطاعات، ممّا يدفعه للتقصير في الصلوات ونسيان أدائها في أوقاتها المفروضة.
    تدارس فضائل الصلاة وأهميتها وحكمة ومشروعية فرضيتها، حتى يُدرك المسلم قيمتها ومكانتها ممّا يجعله لا يتهاون في أدائها ويتفانى في المداومة عليها، بالإضافة إلى مدارسة الأحاديث والآثار التي وردت في الحثّ على الصلاة، وعقوبة تاركها يوم القيامة، ومنزلة المداومين عليها عند الله تعالى.

أهمية الصلاة وآثارها

الصلاة هي عمود الدين كما أُشير في الفقرتين السابقتين، وبذلك وردت العديد من النصوص الصحيحة في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما دلّت عليه الآيات الصريحة في كتاب الله تعالى، ومن أبرز ما يدلّ على أهمية الصلاة وأثرها في حياة العبد المسلم:

  • الصلاة هي معراج الروح إلى خالقها -جلّ وعلا- وفيها يرقى المسلم لمقابلة الله تعالى، وفيها يتخيّل المسلم كيف سيقابل ربّه يوم القيامة لينظر إلى وجهه الكريم.
  • الصلوات الخمس عبارة عن محطات روحيّة يقف فيها العبد بين يدي خالقه، يستذكر فيها ما جرى له في يومه وليلته ليقدّم فيه بياناً سريعاً، فتعرج الروح وتسمو بمصارحة الله بهموم الحياة وأتعابها، ويعرض العبد همومه بين يدي الله ويطلب منه راجياً تيسيير ما أصابه من همٍ وغمٍ، ويستغفره إن كان قد أذنب أو قصّر في حقّه ويرجوه شفاعة نبيّه المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- يوم القيامة.
  • الصلاة تنهى مَن يواظب عليها عن الفحشاء والمنكرات التي تعرض له، فكلّما أراد الاقتراب من فاحشة تذكّر وقوفه بين يدي الله، فتنصّل من المعصية وتراجع عنها، ليقينه وعلمه بأنّ الله يراقبه، وأنّه سيحاسبه على ما فات وما ارتكب من أخطاء، فحينها يمتنع عن تلك الأعمال خشيةً لله ومهابةً له، وطلباً لعفوه وغفرانه.

حكمة مشروعية الصلاة وأحكامها

وردت الإشارة إلى حكمة مشروعية الصلاة في العديد من المواطن في كتب الفقهاء، وكان ذلك استنتاجاً من الآيات القرآنية العديدة والنصوص النبوية الصحيحة الكثيرة التي تحثّ على أداء الصلاة وتذكّر بفضها، أمّا سبب مشروعية لصلاة كما يرى العلماء فأنّها سبب وسبيل للتذلّل والخضوع بين يدي الخالق، وأنه الوحيد المستحقّ للعبوية والخضوع، وله وحدة يكون التذلّل والانكسار من خلال الصلاة وغيرها، وهي سبيل لمناجاة الله من خلال قراءة القرآن الكريم والأدعية والأذكار والأوراد المشهورة المعتبرة، حتى يعمُر القلب بذكر الله، وتكون جميع الجوارح مسخّرة في عبادته والتذلّل له.

إنّ الصلاة ترد عليها الأحكام الشرعيّة؛ كالفرض والواجب والسنيّة والكراهة والاستحباب، وفي ما يأتي بيان أحكام الصلاة:

  • الصلاة فرض عين: تكون الصلاة فرضاً عينياً في حالة الفرائض الخمس بالإضافة لصلاة الجمعة، وذلك بحقّ من تجب عليه الصلاة ضمن الشروط المعروفة للناس.
  • الصلاة فرض كفاية: وهذه الحالة خاصّة ببعض الصلوات؛ كصلاة الجنازة التي تجب على المسلمين، فإن قام بها بعض المسلمين سقطت عن الباقين.
  • الصلاة سنة: ويرد ذلك على الكثير من الصلوات؛ كصلاة العيدين، وصلاة الوتر، وصلاتي الكسوف والخسوف عند كسوف الشمس وخسوف القمر، وصلاة الاستسقاء.
  • الصلاة فضيلة: وهو أداء ركعتي الفجر، وصلاة الشفع، وصلاة تحية المسجد، وأداء صلاة قيام الليل، وقيام رمضان، وصلاة النافلة قبل صلاة فرض الظهر وبعدها، والصلاة قبل العصر، وبعد المغرب، وصلاة الضحى، وغيرها العديد من النوافل التي تُشرع في مواطنٍ وأحوالٍ خاصّةٍ.
  • الصلاة مكروهة: فإنّ الصلاة ربما تكون مكروهةً في بعض الحالات، كالصلاة بعد أداء فرض الفجر إلى أن ترتفع الشمس بقدر رمح، وبعد أداء صلاة العصر إلى وقت صلاة المغرب وأدائها، وبعد صلاة الجمعة، وقبل صلاة العيدين وبعدهما إذا كان أدائهما في الصحراء، وبين الصلاتين المجموعتين بسبب السفر أو المطر أو غيرها من أسباب الجمع.
  • الصلاة ممنوعة: فالصلاة تكون ممنوعة في بعض الحالات، ومن ذلك: أداء الصلاة عند طلوع الشمس أو عند غروبها، والانشغال بالصلاة النافلة حين يخرج الإمام لخطبة الجمعة حتى يفرغ من صلاة الجمعة، وأن يصلّي من عليه صلوات فائتة النافلة قبل أداء ما عليه، والدخول في صلاةٍ إذا كان الإمام الراتب يصلّي.

اترك رد